التكنولوجيا وتأثيرها في كرة القدم
أحدثت التكنولوجيا في عصرنا الحالي ثورة في كل المجالات، وأصبحت حياتنا أسهل مع وجود التقنيات الحديثة. وبالطبع كرة القدم هي إحدى أبرز المجالات التي دخلت إليها بشكل عميق سواء على صعيد النقل التلفزيوني بكاميرات دقتها عالية ووصول المباريات بشكل أسهل إلى المتابعين من خلال التطبيقات الذكية أو حتى على مستوى التحكيم بالتقنيات الحديثة كالسماعات اللا سلكية وتقنية خط المرمى و أخيراً تقنية الفيديو (VAR)، أيضاً على مستوى تجهيزات الملاعب وتقنيات التدريب الحديثة التي تعتمدها الأندية و اللاعبين.
في هذا المقال سنتطرق إلى أهمية التكنولوجيا في كرة القدم وتأثيرها على الأندية واللاعبين.
التكنولوجيا و تأثيرها على الأندية
في كرة
القدم الحديثة المهارات الفردية وحدها لا تكفي لتحقيق الفوز و لن تقود إلى صنع
الأمجاد والتتويج بالبطولات.
حالياً كرة القدم تعتمد على الأرقام بشكل كبير، فكل
شيء مدروس بالورقة والقلم.
علم البيانات والأرقام بات يلعب دوراً كبيراً في
كرة القدم، حيث أصبحت الأندية تُنشئ ما يسمى بقاعدة بيانات. وقاعدة البيانات
بتعريفها العام هي عبارة عن جداول تُخزّن فيها كميات كبيرة من المعلومات وتتيح
للجميع الوصول الى المعلومات في وقت لاحق.
وأندية كرة القدم تستخدم قاعدة البيانات بحيث تضع
فيها كل مايتعلق ( باللاعبين والأجهزة الفنية و الإدارية وشعار النادي و مواعيد
المباريات الرسمية للفريق وجدول ترتيب الدوري ...)
بدأت الفرق العالمية بتطوير خوارزميات خاصة بها
لتحقيق النجاحات، و أصبحت تدمج تحليل البيانات في كل القرارات التي تتخذها . فمثلاً
عندما يريد النادي التعاقد مع لاعبين يتم بالاعتماد على المعلومات الموجودة في
قاعدة البيانات تحليل أداء اللاعب مع فريقه السابق ودراسة كل نقاط ضعفه و قوته و
الإستناد الى الأرقام التي حققها وكمية الدقائق التي لعبها والجهد المبذول على أرض
الملعب. و أتاحت التكنولوجيا للأندية من خلال استخدام التقنيات الحديثة دراسة
مكامن القوة والضعف عند الخصوم، ومعرفة أسلوب لعبه وكيفية إيقاف خطورة لاعبيه
المميزين.
كما ساهمت بتطوير التدريبات والمدربين من خلال الأجهزة
والتقنيات الحديثة.
من أبرز أدوات التدريب الحديثة التي تستخدمها
الأندية نذكر :
جدار التسديد الإلكتروني – الأقماع الذكية – السياج
الذكي – لوحات التمرين الذكية.
بالنسبة لتطبيقات التدريب فيتم باستخدام الذكاء الصنعي رسم خطط التدريب وتجهيز طرق اللعب في المباريات من خلال تكنولوجيا تحليل البيانات.
تحليل الأداء في كرة القدم
إن أبرز ما أفرزته التكنولوجيا وتأثيراتها في كرة
القدم هو محلل الأداء، حيث أصبح يتواجد في كل نادي محللين أداء. فما هو تحليل
الأداء ؟
وظيفة ابتكرها علم كرة القدم الحديث لتساعد على
تحليل وتقييم أداء اللاعبين بشكل فردي و بشكل جماعي ( تكتيكياً ) داخل الملعب
أثناء التمارين و في المباريات و يشمل تحليل التمارين و المباريات على الجانب
الفني و الجانب البدني و يقوم محلل الأداء بتقديم تقرير كامل بعد كل تمرين و كل
مباراة للمدير الفني، ويتم استخراج أهم النقاط من التحليل للوقوف على سلبيات وايجابيات الفريق.
وأيضاً
تحليل الأداء يعني تحليل الخصم و يشمل طريقة اللعب و أسلوب اللعب بكلا الجانبين الهجومي
و الدفاعي والبحث عن نقاط القوة و الضعف و مفاتيح اللعب بالفريق بالإضافة إلى دراسة
آلية تنفيذ الكرات الثابتة للخصم إلى آخره من النقاط الفنية.
يُشكّل تطويراللاعبين من مستويات النخبة إلى
البرامج القاعدية محوراً رئيسياً في مجال تحليل الأداء، حيث أصبح يتم تحليل مهارات
اللاعبين بعناية شديدة لاكتشاف أيّة أخطاء أو عيوب في التقنية، كما يتم تقييم
إعادة التأهيل من الإصابة.
تأثير التكنولوجيا على اللاعبين
بشكل عام عندما يتجاوز اللاعب عمر الثلاثين يبدأ
مستواه تدريجياً بالانخفاض نتيجة التقدم بالعمر، و في السابق كان أغلب اللاعبون يفضّلون
الاعتزال عند بلوغ حاجز ال33 و ال ٣٤ ، لكن مع بداية القرن الواحد والعشرين تغيّر
ذلك، بل وفي يومنا هذا نرى لاعبين قد بلغوا سن السابعة والثلاثين وهم يلعبون في
دوريات ذات رتم عالي جداً.
و من أبرز الأمثلة على ذلك :
كرستيانو رونالدو (٣٧عام) - لوكا مودريتش (٣٦عام) - تياغو سيلفا (٣٨عام)،
ولعلّ الإسم الأبرز هو النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي بلغ عامه ال ٤١
وتوّج مؤخراً بلقب الدوري الإيطالي مع ميلان.
فما سبب ذلك ؟
يعود سبب قدرة اللاعبين على اللعب بمستوى مميز
وهم بهذا العمر الى تطور تقنيات وأدوات التدريب وتطور مجال الإعداد البدني حيث
يمكن بفضل التكنولوجيا الوصول الى مرافق التدريب المعززة، وتوجد الصالات الرياضية
بما فيها من أجهزة حديثة تساعد على إبقاء مستوى اللياقة البدنية عند اللاعب
مرتفعاً.
وعندما نريد التحدث عن آثار التكنولوجيا على
اللاعبين لا بد من ذكر السترة المزودة بتقنية gbs التي يرتدونها اللاعبون، والتي يتم ربطها
بالهاتف المحمول للوصول الى البيانات الخاصة بكل لاعب، حيث تقيس وتوفر معلومات عن
كافة الأنشطة التي يقوم بها اللاعب يومياً، وتوفر بيانات يتم تحليلها عن طرق
الذكاء الصنعي.
كما توفر معلومات عن اللاعبين مثل قوة قفزاتهم
وقوة ركلهم للكرة والمسافات التي يمكن أن يقطعوها من دون تعب وسرعتهم ونبضات قلبهم.
وهكذا نكون قد أطلعناكم في هذا المقال عن أهمية التكنولوجيا ومدى تأثيرها على كرة القدم، و بالتأكيد في الأيام القادمة سيزداد تأثيرها نتيجة التطور التقني الهائل الذي سيستمر بالانعكاس على كرة القدم كما باقي مجالات الحياة.